أهمية قناة السويس

لطالما كان ولا زال لقناة السويس على مدى التاريخ أهمية كبيرة على مستوى الإقتصاد الداخلي والعلاقات الإقتصادية والتجارية بين الشعوب على صعيد التجارة العالمية والملاحة مما يرتب على تعطيلها عواقب كبيرة جداً في عدة مجالات.

للتعريف بقناة السويس هي ممر مائي اصطناعي بطول 193 كم، يصل ما بين البحرين الأبيض والأحمر، وتكمن أهمية قناة السويس الرئيسية بأنها تعتبر أسرع ممر بحري بين أوروبا وآسيا، وأهم قناة ملاحة بالعالم بحيث تجنب السفن الدوران حول القارة الأفريقية عن طريق رأس الرجاء الصالح مما يوفر المسافة والوقود على تلك السفن، ويمر عبر القناة ما بين‏ 8%‏ إلى 12% من حجم التجارة العالمية ويمثل البترول حوالي 72% من مجموع البضائع العابرة للقناة، لهذا السبب قامت هيئة القناة بدراسات شملت إنتاج البترول في الخليج العربي وشمال أفريقيا.

تشمل قناة السويس موانئ العالم كله حيث أن أهم مناطق شحن السفن التي تعبر القناة تقع في موانئ شمال وغرب أوروبا والمملكة المتحدة وبحر البلطيق وشمال وشرق وجنوب وغرب البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والموانئ الأمريكية، إضافة إلى موانئ البحر الأحمر وشرق أفريقيا وعدن وموانئ الهند وباكستان وسيلان وبورما والخليج العربي وجنوب شرقي آسيا وجزر الهند الشرقية والشرق الأقصى وأستراليا.

لا تقتصر حمولات السفن الناقلة التي تعبر القناة على المواد البترولية فحسب بل تنقل أيضاً كثير من السلع التموينية العالمية، وتنقل الآلات والمصانع والمواد الخام والسكر والحبوب والأسمنت والمعادن والمطاط والأسمدة والفاكهة والشاي والنباتات الزيتية والأخشاب وخامات النسيج والملح والزجاج ومصنوعاته والورق والمنتجات الكيماوية واللحوم، إلى غيرهم من السلع العديدة.

لذلك يتسبب تعطيل قناة السويس في تأخير البضائع في حال لم تبحر في مجراها الطبيعي إما لعدم نقلها مطلقا من مكان إنتاجها إلى مكان إستهلاكها، أو بتأخير وصولها إلى مستورديها؛ إلا في حال سلوكها طريق رأس الرجاء الصالح، كما حصل نتيجة العدوان الثلاثي عليها وتعطيلها خمسة أشهر ونصف بحيث تسبب في تأخير خمسين مليون طن من البضائع من الإبحار في مجراها الطبيعي مما أدى إلى أزمات اقتصادية في أوروبا و دول الغرب والشرق الأقصى، تبع ذلك بأن طلب الرئيس جمال عبد الناصر أن لا تتوقف الملاحة في قناة السويس ولو لدقيقة واحدة، فقاموا بمشاريع تحسين حركة مرور السفن إلى أن أصبحت قناة السويس تساير حركة الملاحة الدولية وتطور صناعة السفن بالعالم.